خطبة عيد الفطر
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر 9× الله أكبر ما صام صائم وأفظر، الله أكبر ما هلل مهلل وعظم ربه وكبر، الله أكبر ما أعظم هذا اليوم أفلح من صام رمضان وعظم ومجد ربه الأكبر وفي هذا اليوم شكر ففاز بالثواب الأكثر، الله أكبر الله أكبر. الحمد لله الذي أسبغ منا نعمه العظيمة التي لا يعلم كنه ذلك إلا وهو سبحان من له كل شيء بيده الأمر وعلى مقتضى إرادته كل موجود فلا رب ولا معبود إلا هو نحمده أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدايته تبارك وتعالى. ونشكره على توفيقه وإحسانه، الله أكبر تعظيما لربوبيته وإقرارا لألوهيته واستشعارابعظمته ومجده، -الله أكبر- أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نتبوء بها للفوز الأكبر وندخرها لدار المعاد في يوم يحشر المتقون إلى الجنة يسعى نورهم بين أيديهم سعادة منه نال الفوز الأكبر جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ما دامت السموات والأرض لهم فيها نعيم مقيم وأجر جسيم، -الله أكبر- وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بهذا الدين الحنيف والهدى ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون/الكافرون يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إنه لا يتم نوره ولو كره المشركون، لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الظالمون.
اللهم فصل وسلم على سيدنا ومولانا وشفيعنا وقرة أعيننا محمد أفضل من صام وأفطر ومجد وكبر وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا وابتغو برضات ربهم ففازوا فوزا لا يعرف مداه ولا يتعذر بجهادهم تلألأت راية كلمة التوحيد في هذه الدنيا تسمع مدى أصوات التهليل والتكبير في مثل هذا اليوم الأنخر، الله أكبر.
أما بعد فيا أيها الناس رحمكم الله تعالى اتقوا الله تعالى وأوصيكم بها وإياي لعلكم تفلحون، واعلموا أن هذا اليوم يوم عظيم، يوم جعله الله تعالى عيدا لهذه الأمة المرحومة ورمزا لكبريائه تعالى وتفرده بالألوهية الربوبية، وشعار العظمة ومجده نسمع فيه أصوات التهليل والتكبير في النواحي والآفاق، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر فهو الذي تفرد بالإفضال والإنعام، وهدى إلى طريق السعادة والسلام، من تمسك بها تمسك بالعروة الوثقى لا انفصام، في مثل هذا اليوم يتمم نوره تعالى وقد أبطل سيد الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم دعائم الشرك وأزال أصوله وهدم الأوثان والأصنام، ظهرت كلمة الإيمان والإسلام وكلمة الشرك والكفر على التـزلزل والإحجام، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد أن فتح الله له ولهم مكة المكرمة في شهر رمضان أمضى هو وأصحابه الجهاد والكفاح بغزو الكفر والضلال ففازوا النصر المبين والأجر الجسيم والمغنم العظيم يجهرونه بالتحميد والتكبير، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون عليكم في هذا اليوم بتعظيم ربكم وإجلاله واشكروه على توفيقه وهدايته. واعلموا أن الله تعالى جعل هذا اليوم يوم عيد شكرا لكمال شهر رمضان وصيام وأداء حقوق شهر الفرقان بالتضرع والخصوع والدعاء واعتناء الأجر والثواب والرضوان، فالعائد هو من وفق لطاعة مولاه تبارك وتعالى. ألا وإن من علامة قبول ذلك أن يكون العيد مستقبلا إلى الخير ويستزيد، ليس العيد لمن لبس الجديد وإنما العيد لمن طاعته تزيد. فيا أيها الإخوان، تقربوا إلى مولاكم بأنواع الطاعات والخيرات وأخلصوا له تعالى بالعبادة والصلوات تكونوا من أصحاب الفلاح والسعادات، وعظموا هذا اليوم العظيم بمزيد التقوى ومحاسن الأعمال والبر ومخالفة الهوى، وأدوا صدقات أبدانكم على ما عليه سنة نبيكم المصطفى، ألا وإن من سنته أن تخرج زكاة الفطر قبل الخروج إلى المصلى، ولا تغتروا بدأب عادة أهل الزمان الذي أطاعوا الهوى وابتعدوا عن المولى جل وعلا، فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا وإن الجحيم هي المأوى، فيا سعادة من أكمل صيامه وأتقى ويا فوز من في حقه قال تبارك وتعالى قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر.
أيها المسلمون، أقول لكم مرة أخرى الشكر، الشكر للمولى تبارك جل جلاله وتعالى أنزل جل وعلا القرآن في شهر الصيام وهدى به من اهتدى من الجن ووفق من ارتضاه المولى بتدبر معانيه وقراءته في الليالي والأيام، فازدادت في قلبه رسوخة أنوار الهداية واليمان فسمع فأوعى وتفكر في هذه الكائنات فكان من أولى النهى وداوم في الخيرات واستقام، فيكون له غدا في خير منزل ومقام، أعز الله تعالى الإسلام وجعل الله كلمته هي العليا وكلمة الكفر هي السفلى، كذلك في شهر الصيام، شهر رمضان أنجز الله تعالى وعده وصدق وعده بالنصر المبين والفتح، كذلك في شهر الصيام شهر رمضان أبطل دعائم الشرك والأوثان وترفرفت أعلام النصر ولواء الفتح وتليت آيات التقديس والتذكير والقرآن ومهد تبارك وتعالى لواء النصر بوفقة البدر الكبرى التي صميت بيوم الفرقان يوم التقى الجمعان، كذلك في الشهر العظيم شهر رمضان، فكان شهر رمضان هو شهر النصر وشهر العز وشهر الفتح والرفعة لأهل الإسلام والإيمان والذل والخذلان لاتباع الهوى وجنود إبليس وأعوان الشيطان، -الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم.
وعن ابن عمر رضي الله قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى الصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدي قبل الخروج إلى الصلاة. رواه البخاري ومسلم. ولابن عدي من وجه آخر والدارقطنى بإسناد ضعيف اغنوهم من الطواف فى هذا اليوم. هذا فعلى ما اقتضاه معنى الأحاديث المروية بالسند الصحيح عند الأئمة الأعلام فقد اتفقوا على جوب هذه الزكاة – زكاة الفطر كما عليه المعروف لدى أهل الإيمان والإسلام وإن قدر المخرج كما عليه مقتضى الأحاديث المتقدمة هو صاع من جنس ما يقتات به فى بلد من البلدان غير أن الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه قدر فى خصوص الحنطة بنصف صاع كما هو بيان. ويجوز تعجيل ذلك فى الإخراج قبل يوم العيد يوما أو يومين أو أيام من شهر رمضان وأن المتفق عليه بين أهل العلم أن السنة إخراجها فى يوم العيد قبل الخروج إلى المصلى وأن تأخيرها بعد الصلاة فقد انقضى الأجر والثواب وألحقها بصدقة الرسول المصطى عليه الصلاة والسلام الأوفى – وأن وقت الجواز فى الإخراج إلى غروب شمس يوم العيد كما هو معروف من القرون الأولى غير أن الإمام أبا حنيفة وقت وجوبها بيوم العيد وصح التقديم والتأخير. فمن فعل كان مؤديا لا قاضيا كما فى سائر الواجبات الموسعة من الزكوات إلا أنها تستحق قبل الخروج إلى المصلى كما جوز إخراجها قيمة من النقود كما هو للفقراء أعظم نفعا وجدوى هذه هي التي كانت متعلقة بصدقة الفطر على ما ذهب إليه العلماء الذين لدى ربهم هم الأتقى والأتقى هم الذين اختارهم المولى تبارك وتعالى نجوم الهدى واختصهم بالفضائل والفواضل التي بلغت إلى الغاية القصوى – كيف لا فإنهم ورثة النبي المصطفى فأكرم بهم وارثا وموروثا – فيا فوز من أخذهم بدينه قدوة فنجا فى الدنيا والآخرة مع الأحبة – فى جنة تجري من تحتها الأنهار وذلك هو النور المبين.
جعلنا الله وإياكم من العائدين والفائزين المقبولين وتحقق آمالنا وآمالكم وجمع الله بيننا فى الدارين منعمين – الله أكبر – لا إله إلا الله الله أكبر.
إن أحسن المواعظ الشافية كلام من لا يخفى عليه خافية والله يقول وبقوله يهتدي المهتدون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى".
بارك الله لي ولكم فى القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فى الآيات والذكر الحكيم وتقبل الله مني ومنكم تلاوته إنه هو السميع العليم.
أوصيكم وإياي بتقوى الله فقد فاز المتقون وأحثكم على طاعة الله وطاعة رسوله لعلكم تفلحون. وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات فيا فوز المستغفرين ويا نجاة التائبين
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
وقولوا كما قال موسى عليه السلام "رب إني ظلمت نفسي فاغفرلي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم – (ثم يرفع يديه فيقول) الله أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا رونقا هنيئا مريعا مريئا غيثا خصبا راتعا ممرع النبات سائلا سيلا مجللا سحا عاما دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رائث تحيي به البلاد وتغيث به العباد – وتجعله بلاغا للحاضر والباد. اللهم اسقنا غيثا مغيثا ولا تجعلنا من القانطين – أنزل علينا ماء من السماء مطرا مدرارا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين – رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى جميع النبيين والمرسلين وعلى آل نبيك وعترته وذريته وجميع أصحابه (ثم يحول رداءه ويستقبل القبلة فيدعوا سرا) ثم يقول بعد الدعاء الله إنك أمرتنا بالدعاء ووعدتنا بالإستجابة فاستجب لنا دعاءنا كما وعدتنا يا سميع الدعاء ويا واسع الفضل والعطاء آمين 3 ×
عباد الله آمنوا الله تعالى وتوبوا إليه وقولوا أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا 3 ×
إن أحسن المواعظ الشافية كلام من لا يخفى عليه خافية والله يقول وهو أصدق القائلين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ اْلأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ. بارك الله لي ولكم فى القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتقبل مني ومنكم تلاوته إنه هو السميع العليم، إنه هو البر الكريم الرؤوف الرحيم.
اللهم اجعلها سقيا رحمة ولا تجعلها سقيا عذاب ولا محق ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم على الظراب والآكام ومنابت الشجر وبطون الأودية اللهم حوالينا ولا علينا اللهم اسقناغيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا سحا عاما غدقا طبقا مجللا دائما إلى يوم الدين – اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم فإن بالعباد والبلاد من الجهد والجوع والضنك ما لا نشكو إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع وأدرّ لنا الضرع وأنزل علينا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا.
0 comments:
Post a Comment