Khutbah Jum'ah KH Maimoen Zubair Pada hari Raya Iedul


خطبة الجمعة ليوم عيد سنة 1407 يوم الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، والذي له الأمر والخلق فلاخالق سواه، والذي تفضل بالإحسان والإعطاء والهداية لمن أراد له الخير والسعادة. أحمده جل وعلا أن تفضل علينا بنعمة الهداية بالإسلام والإيمان، وأكمل لنا صيام شهر رمضان، الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له فلا ضد ولا ند فهو المتفرد للإيجاد والتدبير وإليه المرجع والمآب. وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله الهادي إلى الصواب، الفاتح لما أغلق من الباب، نبي الرحمة خاتم الأنبياء والمرسلين، ظهرت معاليم دينه وشعائره في العالمين يسمع في الآفاق أصوات التكبير والتحميد وتبرهن على عظمة هذا الدين.
اللهم فصل وسلم على سيدنا ومولانا محمد الذي أعززت جنده وهزمت الأحزاب، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه من أولى الألباب.
أما بعد، فيا أيها الإخوان رحمكم الله تعالى. اتقوا الله في السر والإعلان، ولازموا على الاستقامة وطاعة مولاكم في أي زمان ومكان، واشكروا مولاكم أن أسبغ عليكم بهذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام والإيمان.
واعلموا أن هذا اليوم يوم عظيم، يوم شكر وفرح وسرور وفضل ونعيم، ويوم عيد لأهل الإسلام الذين هم على الصراط المستقيم، الذين صاموا شهر رمضان، الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وقاموا لياليه بأنواع العبادة والذكر والتسبيح والإحسان، وتلوا آيات القرآن في أكثر أحيانه كما عليه أسلافنا الصالحون ما هو واضح لذي الهداية والعرفان، فيا سعادة من أعطى حق رمضان فبح بح له بينل الأجر والثواب من الله العزيز الرحمن، ويا حسارة من ضيع هذا الأمر والشأن، فحاسبوا أنفسكم أيها الإخوان قبل أن يحاسب عليكم مولاكم غدا في يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم الندامة والحزى والهوان، تذكروا ما فات عليكم فيما مضى من شهر رمضان، ظهرت عليكم الندامة والخسران، أو الفلاح والغنم والقرب إلى العزيز المنان، فبشرى لمن لان قلبه وخضع لمولاه فيتزايد به طاعته، وارتقى له درجات بره وقربه إليه تعالى فيما له من السعادة والبشارة، فهذا يوم العيد، فليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن طاعته تزيد.
ثم اعلموا أيها الإخوان الكرام، بأن من علامة قبول العمل من الصلاة والصيام أن يتبع ذلك بمزيد الصلاح والطاعة والاستقام، كما عليه ذووا النهى والمقام، حافظوا إيمانكم وصفات حميدة تدعيه وتنميه، فزينوا إيمانكم بالحياء وألبسوا إيمانكم بالتقوى، تنالوا السعادة في الأولى والأخرى وتمسكوا بما عليه أسلافكم ولا تغتروا بأقوال من اتبع الهوى من جهلة أهل هذا الزمان فغوى وأغوى، وطغى وأطغى، وربما زعم واحد منهم من أهل التقوى، فاتقوا الله عباد الله، فالحذر الحذر من الذين ابتعدوا وابتعدوا عن منهج أسلافنا الصالحين من أهل التقوى والعلم واليقين، وخذوا بقول علمائكم تهتدوا، ولا تكونوا من الذين حذر عنهم نبيكم الكريم عليه الصلاة والتسليم، حيث قال: سيأتي عليكم زمان يفر أمتى من العلماء والفقهاء فيبتليهم الله تعالى بثلاث بليات، نزع الله عنهم بركة أكسابهم، وسلط الله عليهم سلطانا جائرا، فإذا ماتوا ماتوا على غير إيمان، أعاذنا الله تعالى عن ذلك.
فهذا يوم العيد يوم عظيم في يوم عظيم، يوم الجمعة سيد أيام الأسبوع فلكم بهذا إن شاء الله الأجر العظيم والثواب والمنال العظيم حضرتم في هذا المشهد العظيم، فيا لنا أن يتقبل المولى العظيم جميع أعمالنا  إنه هو البر الرؤوف الرحيم، حضرتم أيها الإخوة إقامة صلاة هذه الجمعة التي فرضها الله معروف لدى هذه الأمة المرحومة من غير فرق بين أن يكون ذلك في يوم العيد وفي غير يوم العيد، فحضوركم لهذه من مظاهر ثمرة إيمانكم الأكيد، ومظهر معنى العيد الذي يكون لمن طاعته تزيد، فإن سقوط وجوب صلاة الجمعة في مثل هذا اليوم ما يروى من أحد من أسلافنا الصالحين من الأئمة الشافعية وغيرهم المهديين إلا ما يروى عن الإمام الحنبلي رضي الله عنه الذي لسنا على مذهبه. فاتقوا الله عباد الله، وارجعوا إلى أسلافكم المكرمين. فإن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده كانوا مجمعين، أي أقاموا الجمعة فلا تغتروا بقول المغترين.
أخرج أبو داود من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه عن الجمعة وإنا مجمعون. وعن يزيد بن أرقم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: العيد رخص في الجمعة، ثم قال: من شاء أن يصلي فليصل. وفي الموطإ قال عبيد ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان فجاء فصلى ثم انصرف فخطب وقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظهرها، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له.
جعلنا الله وإياكم من العائدين الفائزين وتقبل من ومنكم صيامكم إنه هو الرؤف الرحيم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى، بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى، إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنى وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وتقبل مني ومنكم تلاوته إنه السميع العليم.
أوصيكم وإياي بتقوى الله فقد فاز المتقون، وأحثكم وإياي على طاعته في كل وقت لعلكم تفلحون. واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
سارانج يوم الخميس، 30/9/1407
ميمون زبير

0 comments:

Post a Comment