Khutbah Jum'ah KH Maimoen Zubair Ketujuh


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضل بني الإنسان بالتمسك على شرائع القرآن المنـزل على سيد الآنام. نحمده جل وعلا أن هدانا لهذا الدين الذي يتكفل به للدخول في دار السلام. ونشكره شكرا على النعماء والآلاء شكرا يكافي مزيدها على الدوام، ونرجو منه سبحانه وتعالى توفيقه وهو يتولى ذلك ويتفرد بالإحسان والإنعام خلق الإنسان وميزه على سائر الحيوانات المتعجبة بشرائع دين الإسلام التي هي صالحة لبني الإنسان وصلاحها للتطبيق في كل مكان وحال وعام من جيل إلى جيل تكون شريعة الإسلام موافقة ما دامت السموات والأرض على أتم نظام.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد موحد مقر بربوبيته وتفرد بالإيجاد والإعدام شهادة تدخل قائلها في الجنة مع المتقين والأبرار جنة عرضها السموات والأرض تجري تحتها الأنهار. وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله أرسله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
اللهم فصل وسلم على نبيك محمد الذي أنزلت إليه قرآنا ليكون ذكرا وتبيانا لكل شيء وإلى الخير آمرا وعن الشر والعناد زاجرا، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى بهديهم وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فيا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى حق تقواه واعلموا أن الله تعالى يتولى بهدايتكم وتوفيقكم إلى ما هو سعادتكم فاتبعوا هداه – تكونوا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء – أولئك هم السعداء منعمين في دار النعماء خالدين فيها ما دامت السموات والأرض لا آخر في سعادتهم ولا شقاوة بعدها فأولئك هم المفلحون.
أيها المسلمون اشكروا مولاكم تبارك وتعالى أن هداكم للإسلام الذي كانت شريعته صالحة وتطبيق صلاحيته شاملة من كل زمان يشهد بذلك تبادل الأحوال والعصور والأكوان، وأجل من ذلك كل ما يدل به نصوص وحي الله من السنن والقرآن، نحن نعلم علما يقينا بأن الله أنزل هذه الشريعة الإسلامية للعدالة بين العباد ويحقق بها مصالح العباد في المعاش والمعاد كما دل على ذلك استقراء نصوص أحكام الشريعة في العدل بين الحاضر والباد جاءت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في حين أن العدالة لم تكن بين الجماعة والإفراد – والظلم قد شاع وعم جميع أصناف العباد فأنزل الله تعالى القرآن العظيم على محمد صلى الله عليه وسلم أفصح من نطق العناد، وأنه نبي آخر الأنبياء الذي بعث بين يدي يوم الميعاد – وأن شريعته تصلح في جميع الأحيان والآوان ما دامت الأرض عامرة وأن فيها صالحين وزهاد وعباد وأن هذه الشريعة سرمدية وصالحة لكل قوم وبيئة وكل مكان – وتكفل المولى جل وعلا بأن هذه الشريعة باعثة للعزة والهناء لأهل قرية مؤمنين تجري فيها كما أوضحها القرآن وأن ذلك في هذه الاوانة قد دلت لذلك شواهد العيان وظهور البرهان – لا ينكر ذلك إلا من أعمى الله بصائره ولا يكون له العرفان. فاتقوا الله تعالى عباد الله أن شريعة الإسلام هي الشريعة الخالدية السرمدية، إذ أن مآخذها من الوحي الإلهي الذي يكون مرجعه إلى الآيات القرآنية التي هي كتاب ناطق تتلى آياته دالة على جميع الأحوال الكونية فما دامت الآيات القرآنية تتلى فذلك ذو المعنى الواضح مبرهنا على صلاحية تطبيق الشرائع الإسلامية مدى تبادل العصور والكائنات والظروف المختلفة.
ثم اعلموا أن العلماء هم سرج هذه الأمة وأنهم هم الآخذون والذين لهم حق الاستنباط في أخذ معاني الآيات والأحاديث النبوية وأنهم اختلفوا وأن ذلك في الحقيقة هو الرحمة العظيمة لهذه الأمة المحمدية المرحومة حيث إن الأحوال والأكوان والظروف وإن اختلفت ومهما تبادلت فقد توجد هناك مناسبة من بين مقالات علماء شريعتنا المطهرة – فاختلاف بين الأئمة من علماء هذه الأمة إنما كانت لمصالح هذه الأمة مدى تبادل الكائنات والظروف الكونية. ولذلك كان الإمام مالك يأبى أن يحمل الناس على اقتصار كتابه من دون كتب سائر الأئمة. حتى قال: إن حملهم على رأي واحد من الأئمة فتنة – فالشريعة الإسلامية ذوات المعاني الواسعة النطاق التي تصلح لكل جيل من الأجيال من سكان هذه الآفاق ذلك واضح لمن له علم وألقى السمع ورزقه المولى التوفيق والعرفان وأنكر ذلك من يكون قلبه النفاق فأعرض ونأى عن المنهج القويم فأصابه الخيبة والذلة والخسران العظيم.
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى واحذروا كل الحذر عن الابتعاد عن مقتضيات هذه الشريعة الإسلامية فإن في ذلك رزية وبلاء وفتنة ومذلة كما هو مشاهد عن تدبر أحوال هذه الأمة من هذه العصور المتأخرة – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة نبي ماضية، فإن لم تكن سنة نبي فما قال أصحابي أن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيما أخذتم به أهديتم واختلاف أصحاب لكم رحمة. وقال صلى الله عليه وسلم لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئت به.
أيها الإخوان، اعلموا أن دين الإسلام دين الفطرة دين يليق بالأحوال الإنسانية – دين يكون مركز استنباطه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فمهما تتلى الآيات القرآنية في هذه الدنيا العامرة كانت الشرائع الإسلامية جارية وصالحة لتطبيقها للمصالح العامة والخاصة من بين طبقات الاجتماعية والشخصية. فيا أيها الإخوان الرجوع الرجوع إلى شرائع دينكم فإن ذلك سبب لرضا الرحيم الرحمن، الشرائع التي من لدنه تعالى لا يأتيها الباطل وصالح للتطبيق في سائر الأزمان، كيف لا؟
فإن لأجلها أنزل الله القرآن في شهر عظيم شهر رمضان كما نص بذلك القرآن : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وتقبل مني ومنكم تلاوته إنه هو السميع العليم، واستغفروا الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

0 comments:

Post a Comment