Khutbah Jum'ah KH Maimoen Zubair Kedelapan


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله شرفنا بالإيمان والإسلام سبحانه وتعالى وتبارك الذي توحد بالهداية إلى سبيل الرشاد للخاص والعام، نحمده جل وعلا أن يسبغ علينا نعمه بتوالي الدهور والأعوام، ونشكره شكرا نستزيد به لتمام تلك النعمة بنيل الرضاء وحسن الختام، والموت على الإيمان والإسلام. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا ضد وهو المتوحد بالربوبية والألوهية، شهادة تدخلنا في دار النعمة التي هي السعادة الأبدية، ولا نرجو ولا نسأل إلا منه فكل إليه صائرون، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، نبي أكرمه الله بعموم رسالته إلى الخلق أجمعين، عربهم وعجمهم شرقيتهم وغربيتهم الأعزاء والأذلاء والأغنياء والمساكين، فاتسعت دائرة نطاق الإسلام في طبقات الأرضين، حتى ظهرت بركات الإسلام في مختلف بني الإنسان متى كانوا لله وحده ساجدين راكعين.
اللهم فصل وسلم على هذا النبي الكريم الممجد والمشرف بخاتم الرسالة والنبوة العظيم السند حبيبنا ومولانا وقرة أعيننا سيدنا محمد وعلى آله المختارين الذين يذهب الله عنهم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، وجميع أصحابه ومن اهتدى بهديهم فيا لنا بذلك شرفا وفخرا، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى ولازموا على تقواه فإنه مدار السعادة لمن ألقى السمع وأصغاه، وأنه وصية الأولين والآخرين من الأنبياء والعلماء والصالحين المتقين، ولا يذوق حلاوة ذلك إلا خواص هذه الأمة المخلصين، فإن لم تكونوا منهم فكونوا من أهل جلستهم تكونوا من المفلحين الآمنين، فاتقوا الله عباد الله وكونوا من نصرة هؤلاء الذين لربهم كانوا ساجدين خاضعين.
ثم اعلموا أيها المسلمون أن الإسلام هو الدين الذي تكفل متدينه بالفلاح والسعادة، دين لا يتقبل الله من أحد سواه، دين من يبتغي سواه فلا بد من أن تكون غدا يناله الندامة والخسارة، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، فاشكروا مولاكم أن هداكم للإيمان والإسلام وداوموا على ذلك مدى الدهور والأيام، فلا نعمة أعظم من ذلك إذ هو السبيل الوحيد للوصول إلى دار السلام، ولا تغتروا بغرور الدنيا وأهلها من الفسقة والفجرة وأهل الطغيان الذين لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا ويستهزئون بالذين عملوا الصالحات وهم عن الآخرة معرضون وسيعلمون غدا في أي منقلب ينقلبون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فهم لا يعقلون، فاتقوا الله عباد الله وتقربوا إليه تعالى بأنواع الطاعات.
أيها المسلمون رحمكم الله كما أن الإسلام يتكفل السعادة الأبدية، كذلك يتكفل الإسلام الرفاهية في هذه الدنيا فلا تكون مصلحة الإسلام لأجل الأخرة فقط بل تكون للحال والمآل كما هو مشاهد في مبدإ ظهور الإسلام بما هو أوضح مما يقال يعيش العرب قبل مبعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عيشة البهائم والجهال لا يكون بينهم الإنسانية ولا الاجتماعية يظلم بعضهم بعضا وكانوا على الكفر والضلال وضيق المعيشة والحال، حتى جاءهم الإسلام فهداهم الله به فكانوا على أحسن الحال وأشرف الخصال، فالإسلام يحمل بني الإنسانية إلى الرفاهية والسعادة والهناءة وصف أحد دعاة الإسلام وقال إني أدعو بالإسلام ليخرج الناس من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن فاتقوا الله عباد الله، وتفكروا وانظروا كيف أحوالكم في هذه الأزمان والأحيان، وتفكروا أبناء هذه الأيام من المسلمين وعليكم بالاعتناء والاهتمام بأنفسكم ثم إلى هؤلاء فإن المسلمين بعضهم لبعضم مثل البنيان فلا يتأتى الصلاح والأصلاح إلا بصلاح الجميع يشد بعضه بعضا كما أفصح به البرهان من الأحاديث الجليلة وآيات القرآن، فالمسلمون إخوة فأصلحوا بين أخويكم، هذه هي كلمة ذات المعاني القيمة التي كانوا عليها لكانوا في هذه الدنيا متنعمين وببركاتها ونعمائها وثمراتها اليانعة مجتنين، ولكنهم ظلموا أنفسهم ويتولون عن مناهيج أسلافهم وصلحائهم الأقدمين.
فارجعوا أيها الإخوان إلى أسلافكم الأكرمين فلن يصلح لهذه الأمة أواخرهم إلا بما صلح به أوائلهم فهم بذلك في هذه الدنيا كانوا آمنين مطمئنين وفي الآخرة مع الذين أنعم الله بهم من النبيين والشهداء والصالحين.
عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. رواه أبو داود
هذه موعظتي أعظها لنفسي وإياكم فطوبى لمن ألقى السمع وهو بالحق يتمسك فكان المفلحين، قال الله تعالى في كتابه العزيز الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قد أفلح تزكى وذكر اسم ربه فصلى، بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى، وقال تعالى إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون.

0 comments:

Post a Comment